نحن الغاضبون من كل شيء ، وعلى كل شيء ، نحن المحبون لكل شيء ، المتعلقون بنا ، بالغياب ، والتردد ، والحروق ، نحن المزاجيون ، الفوضويون ، الطائشون ، المترددون ، المنهكون ، اللائذون ولو بسيجارة أو موسيقى أو سفرٍ بعيد ، أو بشتيمة ، أو بقهقهة ، أو سخرية من هذه الأرض السخيفة ومن فيها ، نحن هنا لنقول : لا نريد أكثر من أن نفتت صخرة الوقت .. سنحاول دوماً أن نحمي صدورنا من الضغائن .. " ألا فاللعنة على هذا العالم الوغد!




تراتيل العزلة ...




العزلة 1

كوني قريبة ً من قلبي
يا سفر الثلج
وامسحي على أوجاعي
كنبيٍّ قديم .
فأنا متآكل كريح أزلية
ويلزمني لأبكي
وأُحرق أجنحة المسافات
قليلٌ من تلاوة روحي
بين أحضانك أيتها العالية .

أنا أحبُّ تنسيق روحي
وتنسيق النصوص .
أنثر غضبي الشاهق على المشهديات
لأعلن أن الحب له ألف لون
بينما الموت طائر حجري .

أنا أسافر في الوجع
لأن الأرض ارتماءٌ في الخديعة .
أبعثر ريشي على السماوات
وأهديكم رويداً .. رويداً
بروقي .. لعناتي .. وعزلتي التي ستؤرقكم طويلاً .



العزلة 2

وأنا حطام البحر
حجل يحصي المكائد
أو ..
ريش على مائدة الريح .



العزلة 3

لكِ شغب العصافير
وطفولة الريح
فمن سماء إلى سماء
وأنت تتعلمين حزن الأقحوان
لك ذاكرة بلا ملامح
لأنني تدوين الغياب .
جسدك المطلق يحتاج إلى فيضان الإشارات
ونبوة أصابعي .
يا لك ..
مهدي لحذائك الجميل
طرقات قلبي
فليس لمطرك حقول
وليس لنحيبك لغة
أنت لك هذا الأبد الجريح
وسفر أغصان
وقبور
وهياكل عظمية تسكن أدراجها الرياح .



مصطفى إسماعيل

No comments: