نحن الغاضبون من كل شيء ، وعلى كل شيء ، نحن المحبون لكل شيء ، المتعلقون بنا ، بالغياب ، والتردد ، والحروق ، نحن المزاجيون ، الفوضويون ، الطائشون ، المترددون ، المنهكون ، اللائذون ولو بسيجارة أو موسيقى أو سفرٍ بعيد ، أو بشتيمة ، أو بقهقهة ، أو سخرية من هذه الأرض السخيفة ومن فيها ، نحن هنا لنقول : لا نريد أكثر من أن نفتت صخرة الوقت .. سنحاول دوماً أن نحمي صدورنا من الضغائن .. " ألا فاللعنة على هذا العالم الوغد!



مختارات
ناني بالستريني

من ذاك الذي
يحبه جمهور الشعر؟
تظاهروا بأنكم تتساءلون حتى إذا كنتم تعرفون الجواب جيداً
تواطأوا في اللعبة لأنكم نبهاء وطيّبون
جهور الشعر لا يحبّني أنا
وهذا أمر يعرفه الجميع فهو يحبّ آخر
لست أنا سوى أحد خدمه الكثيرين
أو لنقل رسله إذا كنا نتوخى التأنق
جمهور الشعر يحبّه
هو
هو فحسب
ودائماً هو
هو الذي لا يمكن توقّعه أبداً
هو الذي لا يمكن ممارسته أبداً
هو الذي لا يقبض عليه أبدا
هو الذي لا يلين أبداً
هو الذي يتجاوز دائماً الإشارة الحمراء
هو الذي ضدّ نظام الأشياء
هو المتأخر على الدوام
هو الذي لا يأخذ شيئاً قطّ على محمل الجدّ
هو الذي يضجّ طوال الليل
هو الذي لا يحترم أي شيء على الإطلاق
هو الذي يخاصم غالباً وبطيبة خاطر
هو الذي يظلّ صفر اليدين
هو الذي يتكلّم حين يتوجب الصمت
ويصمت حين يتوجب الكلام
هو الذي يفعل كلّ ما لا يلزم فعله
ولا يفعل شيئاً مما يلزم
هو الذي لا ينفك يظنّ نفسه لذيذاً
هو الذي يحبّ الفوضى من أجل الفوضى
هو الذي يتسلّق المرايا
هو الذي يعشق الهروب الى الأمام
هو الذي يحمل اسماً مستعاراً
هو الحلو ككعكة بالسكر
والمفترِس كمتاهة
هو الذي أجمل ما يمكن أن يكون
جمهور الشعر يحبّه
من ؟
أحسنتم يحبّ الشعر
وكيف يمكن جمهور الشعر ألا يحبّه ؟
ولمَ يحبّ الشعر تتساءلون ؟
ترى لأن الشعر ربما مفيد
يغيّر العالم
يسلّي ؟
ترى لأنه يخلّص النفوس
يحسّن الأحوال
يضيء يريح
يشرّع الآفاق ؟
بل جمهور الشعر يحبّ الشعر
لأنه يريد أن يكون محبوباً يريد أن يكون محبوباً
لأنه بعمقٍ يحبّ ذاته ويريد أن يطمئن
إلى مدى عمق حبّه لذاته
وجمهور الشعر لحسن حظّه
يتوهّم فحسب أنه يصغي الى الشعر
لأنه لو كان يصغي إليه حقاً لفهم
استحالة حبّه اليائسة ولا جدواه
ولكان دأب على صفع نفسه من الصباح حتى المساء
لحرق كلّ الكتب المعروضة في الساحات
ولألقى بنفسه في الأنهر
أو لأنهى أيامه التعيسة في أحد الأديرة
لأن الشعر
موجع هو الشعر
لكن لحسن حظّنا
لا أحد يودّ أن يصدق ذلك.





No comments: