نحن الغاضبون من كل شيء ، وعلى كل شيء ، نحن المحبون لكل شيء ، المتعلقون بنا ، بالغياب ، والتردد ، والحروق ، نحن المزاجيون ، الفوضويون ، الطائشون ، المترددون ، المنهكون ، اللائذون ولو بسيجارة أو موسيقى أو سفرٍ بعيد ، أو بشتيمة ، أو بقهقهة ، أو سخرية من هذه الأرض السخيفة ومن فيها ، نحن هنا لنقول : لا نريد أكثر من أن نفتت صخرة الوقت .. سنحاول دوماً أن نحمي صدورنا من الضغائن .. " ألا فاللعنة على هذا العالم الوغد!



يوم تماسّتْ عيونُنا ، ودخْلنا صورة ً واحدة ً؛ غافَلَنا السَّهمُ ،
فَلَتَ من ابهامِكِ وسبّابتي ودخلا في خَدَر ٍ طويل .
سهمٌ سمعتُ أزيزَهُ يأتي بعد سنينَ لم يُفْصِح َ القوسُ عنها .
السهمُ شقَّ الهواءَ ، اعتدتُهُ كلَّ ليلةٍ يهمسُ باسمي .
وفي غمرةِ الوجدِ انطلقتُ ألهثُ بصدر ٍ عار ٍ يتلهّفُ الطعنة َ بقلبٍ شاهق ٍ ولذة ٍ قصيّة ٍ .
ظللتُ أهبطُ مدفوعاً بالسهول ِ ، فارداً ذراعَيَّ حتى الأعالي .
مذهولاً أترقَّبُ لذعة َ الحديدِ والهواءُ يلفحُ جبيني ويؤجِّجُ رغبة َ الرعبِ في العظام ِ .
لهذا مررتُ خاطفاً وحاراً
لهذا قفزتُ الحوافَّ ،
قطفتُ البواكير
لهذا تبعثَر جمرٌ في أثري .
تحرَّق َ القلبُ لنصل ٍ يَمْرُقُ من غدٍ لم يَصِلْ بعدُ .
أهبطُ في ليل ٍ وأصعدُ في نهار ٍ ، أطلقُ أحلامي لتجلبَهُ وتغويه .



أحمد الملاّ

No comments: