غداً عندما تشرق الشمس يبدأ يوم الجمعة .. ولست أدري من الذي سماه جمعة ، لِمَ لم يسموه عبد الفتاح أو خليل أو رسمي أو ..
جمعة .. ( - ب - ) فُعْلَةٌ .. جم .. نصفه الأول يوحي بفعل أمر معناه : غادر .. قم ..إنقلع ..
وعة .. صوت كلب صغير لم يبلغ السادسة ولم يذهب إلى المدرسة .. لهذا نلفيه يلثغ في
( عو ) ..
والجيم هو من الأصوات الشديدة : من أنصار ( أجدك قطّبت ) ، والميم صوت يبكي جاء حظه بين الشديد والحلقي المنفجر ( ع ) .. والهاء التي أصلها تاء مهملة في الغالب هي من أصوات ( الهتة الضعيفة المدمّاة ) .. وكأنما ينتهي الجمعة بانكسار ما .. هزيمة ما .. ذبوووول ما ..
هي حقائق حول هذا اليوم : لفظىً ومعنى ..
وحدت بي بعض نوائب الدّهر أن أهجو هذا اليوم ... فقلت :
الجمعة له عندي ذكرى مؤلمة :
مهما أصلحتَ من هندامك يا يوم الجمعة ؛ سوف لن نكونَ أصدقاء كما كنّا .
مهما ابتسمتَ لي وأعلمُ أنك تجاملني - مثلهم - لن أحبكَ كما كنتُ أحبكَ .
مهما حاولتَ معي ؛ وأرسلتَ لي رسائل على الخاص ، لن أعزمكَ على قهوتي الآنَ ، ولن أمدّ إلى شفتيكَ سيجارة من سجائري ، لأنكَ - ببساطة - سرقتَ أنثاي ذاتَ صباح ، وبدّلتها بصرّةِ حزنٍ لمْ تزل جاثمة في قلبي ..
مهما بعثتَ لي - نكتكَ - على الجوّال : لن نتآخى كما كنّا ، ولن نفكّ رقابَ قناني الخمرة معاً كما كنّا نفكُّ ..
مهما حاولتَ دغدغة مناطقي التي أغار ؛ وأضحكُ بلا معنىً ، لنْ أضحكَ من دغدغاتك بلامعنًى أو بمعنىً ، وسأشكوكَ .. أشكوكَ لكتبي ونبوءاتي كلّها وأقولُ : لمْ تستفدْ من صلوات النّاس الطيبينَ فيكَ ، بقيتَ لئيماً مثلَ موعدٍ يستباح ..
ومهما حملتَ لي أخبار مفرحة ؛ سوفَ أترجمها في داخلي بطريقتي ، لأني اعرفكَ : تخدعُ كي تستوطنَ ثمَّ تضربُ ..
ومهما سمعتُ الآذان يخرجُ من أحشائك الحبلى بالحزن : لنْ أُقم أيّ صلاةٍ فيكَ .. سأبني ههنا في داخلي مسجداً لا يشبهُ مساجدكَ ، واصلّي .. أُصلّي حتى يملل مني ..... ويشفقُ على طرطقة ضلوعي : مئات الركعاتِ التي أنفقتها بلا معنىً أو بمعنىً : الآنَ تعاتبني ..
ومهما ومهما ..أسهر في الليلة التي تسيقك حتى قبيل فجرك الكاذب : أنامُ طولكَ وعرضكَ : كي لا أراكَ في طريقي ..
أيليقُ هجائي بما فعلتَ بي يا طفلي المشاغب ؟؟ ..
-محمود العزامي-
Labels:
مجلة فوضويات-العدد الأول
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment