نحن الغاضبون من كل شيء ، وعلى كل شيء ، نحن المحبون لكل شيء ، المتعلقون بنا ، بالغياب ، والتردد ، والحروق ، نحن المزاجيون ، الفوضويون ، الطائشون ، المترددون ، المنهكون ، اللائذون ولو بسيجارة أو موسيقى أو سفرٍ بعيد ، أو بشتيمة ، أو بقهقهة ، أو سخرية من هذه الأرض السخيفة ومن فيها ، نحن هنا لنقول : لا نريد أكثر من أن نفتت صخرة الوقت .. سنحاول دوماً أن نحمي صدورنا من الضغائن .. " ألا فاللعنة على هذا العالم الوغد!


هل تعرف كيف كانت حياتي
أيها الحبّ
قبل أن ألتقيك؟

كانت الأرض صحراء
والعالم صورةً ضبابية ترتجف حيناً
وحيناً وجهاً أليفاً من خيالات أحلامي.
نهاري لم يكن مختلفاً عن ليلي
ولا رقادي عن اليقظة.
كنتُ رجلاً ترعبه الساحات العامة
يروعه الفراغ،
وكم من المرّات كنت أشمئز في نومي
من نهار يرغمني عليه جفناي.

كانت المدينة تنهكني
بلهاثها الشبيه بنهرٍ لا يعثر على مصبّ.
كانت تخيفني بضخامتها،
تلك العملاقة المطفأة النظرات.

وفجأة، كمثل صورة غامضة
يحاول طفل رسمها بأحجار النرد
فتستضيء بالحجر الذي كان ينقصها،
أتيتَ أيها الحب فانتظم الصخب
هدأ اللهاث
وسكن النهر في البحر
أمام اثنين يتعانقان في الظلّ.

كاميلو سباربارو





No comments: