كم وقعوا في هذه الهاوية الفاغرة في البعيد؟
أنا أيضا بدوري سوف أختفي يوما من العالم،
بلا قافية، هذا أكيد،
وسيجمد كل ما كان فيّ يغنّي ويكافح ويلمع ويتوق،
ومثله أخضر عينيّ، وصوتي الحنون، وذهب شعري.
أما الحياة فستظلّ هنا، بخبزها وملحها ونسيان النهارات،
وسيكون كل شيء كما لو أني لم أكن يوما تحت السماء،
أنا التي تتغيّر ملامحي كطفلة، أنا الشريرة للحظة فحسب،
والتي أعشق ساعة يثور الحطب عندما يأخذه الرماد،
وأحبّ الفيولونسيل، والنزهات، والأجراس إذ تُقرع،
أنا الحيّة والحقيقية بإفراط فوق الأرض المداعبة!
أنتم جميعا، لا فرق، أنتم يا أعزائي وغربائي على السواء،
أطلب منكم ثقة راسخة، وأرجوكم ان تحبوني
نهارا وليلا، كتابة أو شفهيا،
من اجل كل "نعم" لاذعة أقولها ومن اجل كل "لا"،
من اجل أني حزينة عميقا وغالبا، وبالكاد بلغتُ العشرين،
من اجل غفراني اللامفرّ منه لإساءاتكم الماضية،
من أجل كل حناني الجامح وملامحي الأنوفة،
من اجل السرعة المجنونة للحظات الصاعقة، ومن أجل لعبي وصدقي،
اسمعوني،
ويجب أن تحبوني أيضا لأني سوف أموت.
مارينا تسفيتاييفا

Labels:
مجلة فوضويات-العدد الأول
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment